تحكم الشيطان في وظائف المخ
*****


أولا يجب ان نفرق بين المخ والعقل، فالمخ هو مضغة تقع داخل الجمجمة، وظيفته استقبال وإرسال الأوامر العصبي، أما العقل فمتعلق بالتفكير والاعتقاد، فلا يجب أخلط بين الاثنين، فسيطرة الجن على وظائف المخ لها حقيقة ثابتة بأدلة كثير جدا، ولكنني سأذكر بعضها اختصارا، ولكن متى يبدأ الجن في إظهار هذه السيطرة؟ في الحقيقة الشيطان مع الإنسان منذ لحظة ميلاده تكون بداية غزوه لجسم الإنسان.

 


مخ الإنسان
ومنه تنتقل الإشارات العصبية إلى كل انحاء جسم الإنسان
وبسيطرة الجن على المخ يمكن له التحكم في كل الجهاز العصبي
فيصاب الإنسان بالصرع والاضطرابات العصبية



استحواذ الجن على الجسد:
فاستحواذ الجن على جسد الإنس هو سيطرة الجن على الجسد واحتواؤه، والتحكم في وظائفه تحكمًا كليًا أو جزئيًا، داخليًا أو خارجيًا، قال تعالى: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ)[المجادلة: 19]، فالاستحواذ صفة من أهم صفات إبليس وجنوده، قال ابن منظور: (ويقال: أحوذ ذاك إذا جمعه وضمه؛ ومنه يقال: استحوذ على كذا إِذا حواه .. واستَحْوذ عليه الشيطان واستحاذ أي غلب .. وقوله تعالى: أَلم نستحوذ عليكم؛ أَي أَلم نغلب على أموركم ونستول على مودتكم. وفي الحديث: (ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا وقد استحوذ عليهم الشيطان)،( ) أَي استولى عليهم وحواهم إِليه .. وقد فسر ثعلب قوله تعالى: استحوذ عليهم الشيطان، فقال: غلب على قلوبهم وقال الله عز وجل، حكاية عن المنافقين يخاطبون به الكفار: أَلم نَستَحْوذ عليكم ونَمْنَعْكم من المؤمنين؛ وقال أَبو إسحق: معنى أَلم نستحوذ عليكم: أَلم نستول عليكم بالموالاة لكم).( )

 


الجهاز العصبي في جسم الإنسان
لاحظ تشعب الأعصاب ووصولها إلى كل أنحاء الجسم
وهذا يساعد على التحكم والسيطرة في كل أعضاء وأجهزة جسم الإنسان



فإذا كان الشيطان يستحوذ على عقل الإنسان الكافر ويضمه إليه ويحتويه، فيتلعب بعقيدته، فإنه في حالة المس يستحوذ على جسد الممسوس، ويحتويه إليه فيتلعب به ويصرعه ويتخبطه، قال تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) [البقرة: 275]، فالجن بحضوره على الجسد يسيطر عليه، ويحتوي إرادة صاحبه تبعًا لإرادته ومشيئته، ليتجرد الإنسان من حر إرادته، تمامًا كما كان حال الشيطان مع الصحابية الجليلة أم زفر، إذ قالت: (إني أخاف الخبيث أن يجردني)، فالشياطين دائمًا وأبدًا ما يحضرون عن كل شيء من شؤون حياتنا، فعن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه..)،( ) لذلك أمرنا بالاستعاذة بالله تعالى من جملة حضور الشياطين، قال تعالى: (وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ) [إبراهيم: 97، 98]، فالاستحواذ على الجسد يمكن أن يحدث لأي إنسان بغض النظر عن عقيدته، سواء كان مؤمنًا أو كافرًا، كما سلط الشيطان على جسد أيوب عليه السلام، لكنه لم يستطع الاستحواذ والتسلط على قلبه وعقيدته، قال تعالى: (إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ) [النحل: 100]، فالاستحواذ نعبر به عن أنواع حضور الجن المتعددة على جسد الإنسان، لكن يجب أن نفرق بين سيطرة الجن على أعضاء الجسم، وبين السيطرة على وظائف أجهزة الجسم، فالشيطان يحضر العائن عند النظرة فيستغل وظيفة العين فيصيب المعيون، وهذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (العين حق ويحضر بها الشيطان وحسد ابن آدم).( )

وفقًا لتقسيم المس بقسميه الداخلي والخارجي، فالسحرة يقومون بجلب وإحضار الشياطين، بحرق وإطلاق أنواع خاصة من البخور، مصحوبًا بترتيل طرفًا من عزائمهم الكفرية، والتمتمة بالإقسام بأسماء الشياطين وملوكهم، واستدعائهم بكناهم ونعوتهم، فقد يحضرون في نفس المكان المتواجد فيه الساحر، أي خارج الجسد، وهذا ما يسمى بمس الطائف، كما ورد في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) [المجادلة: 201]، أو كما في حالة التلبس، فيحضرون الجن على جسد أحد الوسطاء من الأطفال، أو بعض النساء، كما هو شائع في ما يعرف بفتح المندل، وربما يحضر الجن فيتلبس بجسد الساحر نفسه، فيرى الساحر بعين الجن ما لا نراه، ويسمع ما لا نسمعه، كما بصر السامري وهو ساحر بعين قرينه من الجن بما لم يبصره قوم موسى، فرأى فرس جبريل فقبض قبضة من أثره، فرؤية الملائكة ممكنة للجن مستحيلة على الإنس، وكما بصر ابن صائد بواسطة قرينه عرش إبليس على الماء وهو في شبه الجزيرة العربية.

فمن الممكن أن يحضر الجن على أحد أعضاء الجسد كالمخ أو الكبد، أو أحد الطرفين العلوي أو السفلي، وقد يحضر على أحد أجهزة الجسم كالجهاز التناسلي، والتنفسي، والهضمي، فيسيطر على وظيفة العضو الحاضر عليه، رغم أن أجهزة الجسم تخضع للجهاز العصبي اللاإرادي، إذا فالجن يستحوذ على الجهاز العصبي الإرادي واللاإرادي، كأن يأتي للمصلي في صلواته حتى ما يدري ما يصلي، أو ينسيه تذكر ما يجب أن يذكره، وقد يصيب أحد الأعضاء بالشلل المصطنع، كالسيطرة على الجهاز التناسلي، كما في حالات العنة لدى الرجال، والفتور الجنسي لدى النساء، وقد تظهر أحد العلامات المصاحبة للحضور، كالرعشة والتخديل والثقل، وعلى هذا نستطيع أن نقسم استحواذ الجن على الجسد إلى نوعين رئيسيين من الحضور، حضور يشمل الجسد بالكامل، وحضور جزئي على أحد أجهزة الجسم أو أحد أعضائه، وكل نوع من الحضور له عدة أساليب مختلفة تميزه عن غيره من الأساليب، مما يجعلنا نقف عند مفترق الطرق لمواجهة هذه الأساليب المختلفة من الاستحواذ، وهذا يقتضي بالضرورة وجود عدة أساليب مختلفة تتناسب وهذا التنوع في أساليب الاستحواذ.

سيطرة الجن على الجسد والتحكم في وظائفه:
لكي يستطيع المعالج التعامل مع المس، لا بد له أن يعلم كيفية سيطرة الجن على الجسد من خلال التحكم في وظائفه، وهذا لن يتم إلا علىأساس دراسة (علم التشريح Anatomy)، ودراسة (علم وظائف الأعضاء Physiology)، لذلك يجب أن نضع في الاعتبار، أن أساليب الجن في التعامل مع الجسد وأعضاءه تختلف من جن إلى الآخر، ومن مهمة إلى الأخرى، فهناك توافق بين العضو وبين وظيفته، لكن عمل الشيطان لا يتعارض وطبيعة وظائف أعضاء الجسد، وإن كان في قدرته تمزيق أحشاء أي إنسان، لولا أن قيض الله لنا حفظة وكلهم بنا منذ أن كنا أجنة في أرحام أمهاتنا، قال تعالى: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ)[الرعد: 11]، عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله وكل في الرحم ملكًا فيقول: يا رب نطفة؟ يا رب علقة؟ يا رب مضغة؟ فإذا أراد أن يخلقها قال: يا رب أذكر؟ يا رب أنثى؟ يا رب شقي أم سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمه)،( ) وإنما يستغل الجن علمه بطبيعة وظائف الجسد ويسخرها لتحقيق أهدافه، والتي يعلمها بقدر يفوق علم البشر بمراحل شاسعة، لذلك فكلما كان المعالج على دراية بهذه العلوم، كلما اقترب من فهم وظيفة الشيطان وعمله، وصار قادرًا على التشخيص السليم، وبالتالي يستطيع مراوغة الجني، وتعطيل وظيفته الموكل بها، من خلال اختيار منهج العلاج الملائم لكل حالة، ومع طول الممارسة وسعة الخبرة، تتطور منهجية المعالج وتترقى.

ثبات الشخصية:
فالشيطان يتعامل مع من لم يبلغ الحلم بطريقة خاصة، فيدخل إلى جسد الطفل من خلال أقرب جسد شخص بالغ إليه، ودائمًا ما تكون الأم هي قاعدة انطلاقه، من خلال جميع أساليب توصيل العناصر الغذائية، سواء من خلال اللبن الذي تفرزه الغدد اللبنية مرورًا بالقنوات اللبنية، إلى أن يخرج من حلمة الثدي إلى فم الرضيع، ولأن الشيطان لا يستطيع دخول الرحم أثناء فترة الحمل، بسبب وجود الملك الموكل بالرحم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله وكل في الرحم ملكًا..)، فإنه يستطيع أن يسمم الدم المتجمع في المشيمة بالأسحار فتتسرب من المشيمة مرورًا بالحبل السري إلى جسد الطفل، فيولد الطفل معدًا إعدادًا مسبقًا لتسلط الشيطان عليه، فإذا أصيب طفل بالمس عالجناه بمعالجة أمه، ليس لكونه مرفوع عنه القلم، فهناك من البالغين النائم والمجنون مرفوع عنهما القلم، ومع ذلك يصابوا بالمس مباشرة، لما صح عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رفع القلم عن ثلاثة؛ عن النائم حتى يستيقظ، وعن الغلام حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق)،( ) ولكن لأن أعضاء جسده لا زالت في طور النمو، فلم تكتمل وظائف أعضاءه بعد، لذلك فوظائف الأعضاء تفتقد إلى الاستقرار، فخلاياه العصبية لم تنضج على النحو الذي يؤهله لضبط تصرفاته.

(ثبت في الطب الحديث؛ أن خلايا الإنسان في الجلد والعضلات والعظام والعيون، كلها تتجدد كل سبع سنوات مرة واحدة، ما عدا الخلايا العصبية، فإنها تتوقف عن النمو للإنسان عند السنة السابعة تقريبًا، حيث إن 9 /10 من المخ ينمو في تلك الفترة، وإلاّ فلو تغيرت الخلايا العصبية لتغيرت شخصية الإنسان، ولكان له عدة تصرفات في يوم واحد، وهذا من بديع صنع الله ورحمته، إذ إن الله سبحانه رفع التكليف عن غير البالغ، وهو الذي لم يكتمل نموه بعد .. فإذا كبر الصبي ثبتت شخصيته من خلال ثبات خلاياه العصبية التي لا تزيد ولا تنقص بسبب تلف أو مرض وإلاّ لتعطلت وظائفه عن الحركة ..).( )

فردود فعل الصبي تتسم بالتناقض وعدم الاتزان، بسبب عدم اكتمال نمو الجهاز العصبي، وبالتالي فالشيطان معرض ليس لمجرد لسفاهات الطفل فقط، ولكن لعدم استجابة الجهاز العصبي، وفقد قدرته على القيام بالدور المطلوب تحقيقه، كالوظائف الجنسية والتناسلية ووظائف المخ كالتعلم والتذكر والتفكر، وكلها وظائف يعتمد عليها الشيطان لبسط سيطرته على الإنسان المكلف، لذلك يرتبط الشيطان في عمله داخل جسم الطفل بجسد شخص بالغ يمتلك هذه المقومات، والتي تحقق له الملاذ الآمن، وسرعة العودة إلى قواعده سالمًا، تخلصًا من التعرض لهذه السفاهات، وهذه أمور تخضع لدراسة خصائص الجن وقدراتهم، ولأصول وقواعد علوم السحر وفنونه، فالجهاز العصبي هو أهم جهاز يسيطر عليه الشيطان، فمن خلال حركة سريانه في الأوعية الدموية، يتمكن من إحكام سيطرته وهيمنته على جميع أعضاء الجسم ووظائفه، وبذلك تتحقق أهدافه من الشخص الممسوس، وهذا يعني أن مهمة الجن داخل جسم الطفل خاضعة لتغيرات وظائف أعضاءه الآخذة في التطور والنمو، وهذا يتعارض والاستقرار المطلوب للسيطرة عليه، مما يؤكد ما نحن بصدده من تأكيد أهمية الدراسة التشريحية والوظيفية لأعضاء الجسم البشري.

الوعي والإرادة:
فكان عثمان ابن أبي العاص رضي الله عنه يعرض له الشيطان يوسوس له ويشغله في صلاته حتى ما يدري ما يصلي، فعن عثمان بن أبي العاص قال: لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدرى ما أصلى، فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ابن أبى العاص؟) قلت: نعم يا رسول الله قال: (ما جاء بك؟) قلت: يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدرى ما أصلى، قال: (ذاك الشيطان، ادنه؟)..( ) وهذا نموذج من أبسط نماذج المس، والتي تثبت قدرة الجن على التحكم في وظائف أحد أعضاء الجسد وهو المخ، فيلبس على المصلي صلاته، وهذا يدل على عمل الشيطان داخل مركز الانتباه في المخ.

ونموذج آخر لأشد ما يكون من حالات تحكم الجن في الجسد، فالشيطان كان يتحكم في جسد الصحابية أم زفر رضي الله عنها، حتى كانت تصرع، وتتكشف فلا تستطيع ستر نفسها، فقد أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف، فادع الله لي، قال: (إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك)، فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف، فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها،( ) وتكشفها هذا لم يكن مجرد رد فعل للصرع، بل كان الشيطان يتعمد إتيان حركات تجردها من ثيابها فتتكشف، فيتلوى بجسدها، فتبدو ملامح جسدها، ويركل بقدميها فتنكشف سوئتها، لذلك ننصح المريضة بارتداء سروال حتى لا يكشف الشيطان شيئًا من جسدها، خاصة أثناء جلسات العلاج، فعندها يكون أشد الصرع، ومما يؤكد أن الشيطان يتعمد تجريدها، ما ذكره البزار من وجه آخر أنها قالت: (إني أخاف الخبيث أن يجردني، فدعا لها، فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتى أستار الكعبة فتتعلق بها)،( ) وهذا يدل على أن حضور الشيطان كان على كامل جسدها، فيجردها من إرادتها تمامًا، ليتحكم في حركة جسدها بحركة جسده تبعًا لإرادته لا إرادتها.

النشاط والكسل:
عن سليمان بن صرد قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه، فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، فقام إلى الرجل رجل ممن سمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتدري ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا؟ قال: (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، فقال له الرجل: أمجنونًا تراني؟!.( )

عن أبو وائل صنعاني مرادي قال: كنا جلوسا عند عروة بن محمد قال: إذ أدخل عليه رجل فكلمه بكلام أغضبه، قال: فلما أن غضب قام، ثم عاد إلينا وقد توضأ، فقال: حدثني أبي عن جدي عطية، وقد كانت له صحبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ).( )

فللشيطان دور في تحريك النفس، وإثارة الغضب فيها، وهذا لايتم إلا بتدخله في عمل المخ بزيادة تدفق الدم إليه، فيصعد قوة المريض ليطيش عقله فينال ممن حوله، لذلك ينتفخ وجه الغاضب ويحمر لونه، وفي حالة المس والسحر يتغير دور الشيطان وأسلوب عمله، فقد يحضر الشيطان على جسد المريض لتظهر عليه نفس علامات الغضب، وهي نفسها علامات حضور الجن على جسد المريض، وعندها يصير المريض خطرًا على المحيطين به، فعن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم، ثم أقبل راجعًا من عنده، فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد فقال أهله: إنا حدثنا أن صاحبكم هذا قد جاء بخير، فهل عندك شيء تداويه؟ فرقيته بفاتحة الكتاب فبرأ، فأعطوني مائة شاة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: (هل إلا هذا؟) وقال مسدد في موضع آخر: (هل قلت غير هذا؟) قلت: لا، قال: (خذها فلعمري لمن أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق).( )

وكذلك يعقد الشيطان على قافية رأس النائم ثلاثة عقد، ليصيبه بخباثة النفس والكسل، وإن النشاط والكسل من أهم وظائف المخ، فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان).( ) وهذا أقرب ما يكون بالعقد السحرية لقوله تعالى: (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدْ) [الفلق: 4]، أي أن الشيطان يمارس السحر على الإنس، وليس الإنس على الإنس فقط، وهذا نوع من (سحر التبلد)، فتخفض هذه العقد السحرية من تدفق الدم إلى المخ فيصاب الإنسان بالخمول والكسل، مع الرغبة في معاودة النوم، والهدف الأول هو تثبيط النائم عن قيام الليل، والشاهد ما ورد عن عبد الله رضي الله عنه قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليله حتى أصبح قال: (ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه)، أو قال: (في أذنه)،( ) وهذا يثبت أن السحر طاقة غيبية مؤثرة غير منظورة، وليس مجرد حيل وخدع أو شعوذة، وهذا مما سيساعدنا على فهم كيفية تأثير النظرة والتي يحضر بها الشيطان.

عن زيد بن أسلم أنه قال: عرس رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة بطريق مكة، ووكل بلالا أن يوقظهم للصلاة، فرقد بلال ورقدوا حتى استيقظوا وقد طلعت عليهم الشمس، فاستيقظ القوم وقد فزعوا، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يركبوا حتى يخرجوا من ذلك الوادي، وقال: (إن هذا واد به شيطان)، فركبوا حتى خرجوا من ذلك الوادي، ثم أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزلوا وأن يتوضئوا، وأمر بلالا أن ينادي بالصلاة، أو يقيم، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس، ثم انصرف إليهم وقد رأى من فزعهم، فقال: (يا أيها الناس إن الله قبض أرواحنا، ولو شاء لردها إلينا في حين غير هذا، فإذا رقد أحدكم عن الصلاة، أو نسيها، ثم فزع إليها، فليصلها كما كان يصليها في وقتها)، ثم التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر، فقال: (إن الشيطان أتى بلالا وهو قائم يصلي فأضجعه، فلم يزل يهدئه كما يهدأ الصبي حتى نام)، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالاً، فأخبر بلال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر، فقال أبو بكر: أشهد أنك رسول الله.( )

وهكذا يهدئ الشيطان المصلي والعابد والذاكر لله تعالى وتالي القرآن، ليتقاعس ويتكاسل عن العبادة حتى يدركه النعاس والنوم، وهذا يحدث لأكثرنا، وعلاجه تغيير مجلسك الذي أدركك فيه النعاس، لقول راوي الحديث (فاستيقظ القوم وقد فزعوا، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يركبوا حتى يخرجوا من ذلك الوادي)، وذكر الله والوضوء والصلاة. لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (.. فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان).( )

التذكر والنسيان:
وإن للشيطان عمل في مركز الذاكرة في المخ، فيخطر بين المرء ونفسه، فيذكره ما لم يكن يذكر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (..يقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى)،( ) وعلى العكس من ذلك فقد ينسيه كثيرًا مما يهمه تذكره، تفويتًا علينا انتهاز فرص الخير والبركة، قال تعالى: (وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [الأنعام: 68]، قال تعالى: (فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ)[الكهف: 63]، قال تعالى: (وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ)[يوسف: 42].

إذًا فمن أهم ما يقوم به الشيطان هو نسيان ذكر الله، ‌ومن ذلك تلبيس القراءة ونسيانها، فعثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم يشكوه أن شيئًا عرض له فحال بينيه وبين صلاته وقراءته يلبسها عليه، فلا يدري ما يصلي فينسى عدد الركعات، وينسى ما سيقرأه من كتاب الله، وهذا يؤكد تحكم الشيطان بمركز الذاكرة في المخ.

تصوير الأحلام:
اعلم أن كل ما يراه النائم في منامه، أي (في موضع نومه)( ) على ثلاثة أحوال إما رؤيا من الرحمن، وتتم بواسطة ملك موكل من الله تعالى، وربما جن مسلم صالح، هذا لما في قدرة الجن على ذلك، وحلم من الشيطان، يتم بفعل من الشيطان، وأضغاث أحلام، مما يجول ببال النائم، فعن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءًا من النبوة، والرؤيا ثلاثة؛ فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل، ولا يحدث بها الناس).( )

ولاستحالة الاطلاع على الغيب، فنأمل بالتزام المريض أن يمن الله تعالى عليه برؤية صالحة تبشر بالشفاء، ولكننا مضطرين إلى اللجوء في التشخيص لدراسة الأحلام، لأنها تتم بفعل الشيطان، وبالتالي فهي تكشف لنا عن الكثير من المعلومات المطلوبة عن شخصيته ومدى قوته، فنتعامل معها بالضد، وخاصة تلك التي تتم في حالة غيبوبة بين النوم واليقظة، وعلى كل حال فلا يمكن أن يركن المعالج إلى دراسة الأحلام والمنامات كليًا كما يفعل السحرة والكهان، لأن الشيطان يتلاعب بالنائم، وعليه فالمعالج لا يترجم (المنامات) ترجمة حرفية ولا يتأولها، ولكنه يتخذ من دلالاتها عامل مساعد في التشخيص، ففيها مؤشرات هامة لا نستطيع بحال إغفالها.

فبدراسة أحلام الشيطان ولماته أي وسوساته نستطيع تبين حقيقة شخصيته، وكشف مخططاته، فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن للشيطان لمة بابن آدم، وللملك لمة، فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، ثم قرأ (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ) الآية،( ) بحيث نحدد صنف الجن وقوته ورتبته، ونتبين مدى تطور الحالة، ونوعه جن عادي أم جن شيطان، مارد أو عفيرت، جن طيار أم عادي، ودينه ساحر أو نصراني أو يهودي أم مجوسي، وجنسه ذكر أم أنثى، وسنه صغير أم كبير، ووظيفته خادم سحر أم ساحر، عاشق أو منتقم، وتحديد مكانته بين أقرانه ملك أو وزير أو راهب، أم شيطان وضيع، إلى آخر ما هنالك من معلومات أخرى هامة، إذا تم دراستها أمكننا الاستغناء عن سؤال الشيطان، وهذا ما يفقده هيبته، ويزعزع ثقته في نفسه، وبالتالي ثقة جنوده وأعوانه فيه، لأنه يتعامل مع معالج يعي قيمة كل كبيرة وصغيرة، ومتمكن من أدواته وعلمه.

(الكابوس):
من علامات المس ما يراه البعض من أشخاصٍ وأشباح، وهذا ما اصطلحت عليه في أبحاثي باسم (الكشف البصري والسمعي المنامي واليقظي)، وإن جرت العادة أن يتم هذا يقظة، خصوصًا أثناء عقد الجلسات، إلا أنه يتم منامًا، فيرى النائم الجن الصارع ويتفاعل معهم، فيعتدوا عليه ويقاتلهم، فهو نائمًا في الظاهر كما يبدو له، إلا أن ما يراه حقيقة أكثر منه تخييلاً، لأن النائم يكون في حالة غيبوبة أي بين النوم واليقظة، ودرج على تصنيفه ضمن الأحلام الشيطانية ككوابيس، والكابوس في اللغة (ما يقع علـى النائم باللـيل، ويقال: هو مقدمه الصرع)،( ) أي أنه مقدمة الصرع والتخبط الروحي، وليس الصرع العضوي، لأن الصرع العضوي لا يصاحبه رؤى منامية، وليست الكوابيس مقدمة تلبس الجن وتخبطه، بل هو في الواقع حالة تلبس كاملة، فلا نستطيع أن نعده مقدمة للصرع، ولا حلمًا شيطانيًا، وإن كان يتم أثناء النوم في صورة حلم، لأنه نتاج اتصال الجن الماس بالمريض، فتتم الرؤية بحضور الجن على جسد الممسوس منامًا، فيرى المريض نفس ما يراه الجن، وحضور الجن على الجسد أثناء النوم، هو السبب في عدم قدرة النائم على فتح عينيه للتخلص من هذا الكابوس، إلا بصعوبة شديدة جدًا، حيث يحاول التنبه عنوة بمغالبة الشيطان الحاضر على جسده، فينصرف عنه نتيجة هذه المقاومة، فيستيقظ النائم فزعًا نتيجة هذا الصراع المحتدم، فهذا يعد من حالات (الكشف البصري) في أثناء النوم، وليس للشيطان أن يتلعب في مثل هذه الرؤى، إلا بنسب طفيفة، وهذا مما يساعدنا على اكتشاف التطورات التي تحدث للجن، وبالتالي نحصل على معلومات هامة عن مدى تطور الحالة، ومثل هذه الكوابيس المزعجة هي أكثر ما يهم المعالج أن يعرفه.

الجلسات المنامية:
وبناءًا على إدراكنا كيفية حدوث الكوابيس، ، فيجب أن نفرق بين تخييل الشيطان منامًا، وبين حضوره على الجسد، والرؤية من خلاله منامًا، فالحلم الشيطاني تفرض على النائم أحداثه وصراعاته، أما الكابوس فيتفاعل معه النائم لأنه يجمع بين نفس النائم ونفس الشيطان، فيتحكم النائم في مجريات الأحداث ويتفاعل معها، وجدير بالملاحظة أن ليس كل ما يراه النائم في مثل هذه الحالة يعد مفزعًا، ولكن أحيانًا كثيرة جدًا يتم علاج المريض نفسه منامًا ذاتيًا، حيث يقوم المريض بقتل الشياطين بنفسه، وأحيانًا يقوم المعالج بعلاج بعض مرضاه منامًا، وتحقق مثل هذه الجلسات المنامية نجاحًا كبيرًا، وليس للمعالج إرادة في مثل هذا، ولكنها تتم بفضل من الله تعالى، ونصرة للمعالج والمريض على الشيطان، مع ملاحظة أنه يتم في هذه الحالة علاج جزئي مرحلي للمس، ولا يعني هذا أنها تشفى بالكلية، حيث تكون هذه الجلسات المنامية علاجًا لأشد مراحل العلاج صعوبة، وهذا بالفعل ما نكتشفه بعد ذلك أثناء الجلسة، وأن ما تم منامًا كان حقيقة وليس خيالاً، وأننا اجتزنا المرحلة الحرجة بسهولة ويسر، وانتقلنا إلى مرحلة أخرى من مراحل العلاج، لذلك يجب أن يكون المعالج عميق الخبرة بتأويل المنامات، وقادرًا على الفصل بين الأنواع المختلفة مما يراه النائم، وهذا لا يتأتى إلا بعد خبرة مديدة في استعراض ودراسة المنامات، وسوف يكون الأمر سهلاً ميسورًا تدريجيًا، ما تجنبنا العجلة في تأويلها.

ما يعتد به في العلاج من المنامات:
إن أضغاث الأحلام وحديث المرء مع نفسه، مما لا حاجة لنا به بمعرفته في العلاج، فهذا يقع في مجال الطب النفسي، وإن كان للمعالج الحق في معرفة هذه المنامات ليقف على الحالة النفسية للمريض حتى يحسن معاملته، خاصة وأن الشيطان له دور كبير ورئيسي في الوصول بالمريض إلى حالة نفسية متردية، قال تعالى: (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [المجادلة: 10].

أما المنامات التي تعنينا فهي مرتبة حسب الأهمية الرؤى الصالحة، والتي يريها الملك أو الجن المسلم الصالح، والكوابيس التي تكون بين النوم واليقظة، وكذلك الأحلام الشيطانية، والتي يكشف لنا فيها عن حقيقة حال الجن الماس ومدى قوتهم، والتي تعد مؤشرًا يدلنا على معدل تطور حالة المريض، ومدى جدوى العلاج، فمثال ذلك قد يرى المريض آثار العذاب على الشياطين، وقد يرى الشياطين يطاردونه، وأنه يقاتلهم ويقاتلونه، وتارة يعتدون عليه، وتارة ينتصر عليهم، وقد يستجد شياطين جدد، فيكتشف المعالج حضورهم فيبدأ في التصدي لهم، لذلك يعمد الشيطان إلى أن ينسي المريض هذه المنامات، فيستيقظ ولا يذكر شيئًا من تفاصيلها، رغم أنه متأكد أنه رأى أحداثًا كثيرة أثناء النوم، لذلك أنصح المريض بأن يخصص كراس خاص به طيلة فترة العلاج، ليسجل فيه ما يراه يوميًا، على أن يضع هذا الكراس مع قلم بجوار فراشه، فإذا ما استيقظ كتب على الفور ما يذكره مختصرًا، ثم يقوم بعرضه على المعالج.

تمييز الأحلام الشيطانية:
وأما الأحلام التي هي من تهويل وتلعب الشيطان بالنائم، والمنهي عن قصها فلا شغف لنا بها إلى حد كبير، لكن في بعض الأحيان يتدخل الشيطان بأحلامه الشيطانية بعد الرؤية مباشرة، ويتم ذلك بمجرد انتهاء عمل الملك الموكل بالرؤية، وهنا يستمر النائم في رؤية ما يخيله الشيطان، فيحدث خلط لدى النائم بين الرؤيا والحلم، فمن الخطأ أن نعد ما أضافه الشيطان جزء من الرؤية، لذلك يجب ان نعلم كيفية تمييز الحلم الشيطاني لنطرحه من مجمل الرؤيا، لأن الشيطان يكون قد علم تأويل الرؤيا، فيتبع الرؤيا ببث حلم ضد تأويلها، وبهذا يكشف الشيطان عن عدة أمور هامة، أولها يكشف لنا عن وجوده وترصده لهذا النائم، وثانيهما يكشف لنا عن تعبيره لهذه الرؤيا وتأويلها، بقلب الضد الذي خيله بعد تمام الرؤية الرحمانية، وهذا يوضح لنا كيف يفكر الشيطان، والأمر الثالث أن الشيطان يسترق السمع، لذلك علم تأويل الرؤية، وهذا يعني أنه شيطان ساحر، وهذا له معاملة خاصة، فهو يحصل على المعلومات الغيبية ناقصة، ثم يكمل الناقص منها من خلال الرؤية التي رآها النائم، فبالجمع بينهما تكتمل المعلومة الغيبية، وفائدة ذلك أن الشيطان سوف يبدأ يعمل ضد تحقيق الرؤيا، وهكذا سوف تعلم مقدمًا الدور الذي سيقوم به الشيطان ضدك، فتبدا في أخذ الحيطة والتدابير ضده.


وسوف أتابع الشرح بالتأصيل الشرعي بتفصيل أكثر لأقيم الحجة كاملة على الأطباء بإذن الله تعالى